مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات والأحاديث المتشابهة


الشيخ محمود بن محمد خطاب السبكي المصري وهو من مشايخ الأزهر (المتوفى سنة 1352للهجرة) في كتابه (إتحاف الكائنات ببيان مذهب السلف والخلف في المتشابهات ورد شبه الملحدة والمجسمة وما يعتقدونه من المفتريات) قال ما نصه : “وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات  والأحاديث المتشابهة فقد اتفق الكل على أن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث فليس له عز وجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما ولا يتصف بالحلول في شيء من الحوادث ولا بالاتصال بشيء منها ولا بالتحول والانتقال ونحوهما من صفات الحوادث بل سبحانه وتعالى على ما كان عليه قبل خلق العرش والكرسي والسموات وغيرها من الحوادث “.

وقال في كتابه (الدين الخالص) ما نصه : ” ومنشأ وقوع بعض الجهلة من أهل زماننا في الكفر باعتقادهم أن الله تعالى استقر على العرش وحل في السماء وأنه في جهة من الجهات، وأن له مكانا ونحو ذلك مما هو من صفات المخلوق  وجود بعض مؤلفات لبعض من ينتسبون إلى العلم مال مؤلفوها إلى أن الله سبحانه وتعالى جسم يشبه الحوادث يحل في مكان وله جهة ويتصف بالتحول والانتقال إلى غير ذلك من الضلال والإضلال. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، واطلع عليها من لا علم عنده بأصول الدين الصحيحة فاعتقد أن ما ذكر فيها حق وعقائد صحيحة، وأعانه على ذلك الاعتقاد المكفر من كفر قبله بسبب هذا الاعتقاد “.