أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله

30. August 2012 العربية 0

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين  و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد طه الأمين وعلى آله و صحبه الطّيّبين الطّاهرين و من اتّبعهم باحسان إلى يوم الدّين و أشهد أنْ لا إله إلا اللّهُ وحده لا شريك له و لا ضدّ و لا ندّ و لا زوجة و لا ولد له و لا شبيه و لا مثيل له و لا جسم و لا حجم و لا جسد و لا جثّة له و لا صورة و لا أعضاء و لا كيفية و لا كمّيّة له  و لا أين و لا جهة و لا حيّز و لا مكان له كان اللّه و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان  فلا تضربوا للّه الأمثال و للّه المثل الأعلى تنزّه ربّي عن الجلوس و القعود و عن الحركة و السّكون  و عن الإتّصال و الإنفصال لا يحلّ فيه شيء و لا ينحلّ منه شيء و لا يحلّ هو في شيء لأنّه ليس كمثله شيء مهما تصوّرت ببالك فاللّه لا يشبه ذلك و من وصف اللّه بمعنى من معاني البشر فقد كفر و أشهد أنّ سيّدنا و نبيّنا و عظيمنا و قائدنا و قرّة أعيننا محمّدَا صلّى الله عليه و على كل رسول أرسله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله “. و من جملة الإيمان بالله أن تعتقد أن الله مستغن عن كل

ما سواه, مفتقر إليه كل ما عداه . فالله سبحانه و تعالى لا يسكن السماء ولا يجلس على العرش ولا يتحيز في مكان أو جهة بل ربنا تبارك و تعالى رب كل شيء كان قبل الزمان والمكان موجوداً بلا مكان ولا جهة و هو الآن على ما عليه كان , لأن الله جلّ و علا لا يوصف بالتغير , إذ التغير من صفات المخلوقين و الله لا يشبه شيئاً من خلقه , لا يشبه الإنس و لا يشبه الجن ولا الملائكة .

و قال عن نفسه : { ليس كمثله شيء و هو السميع البصير }. و قد قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي هو أحد أئمة السلف الصالح رضي الله عنه :” و من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر “. أي أن الذي يصف الله تعالى بصفة من صفات خلقه كالعجز أو التعب أو المرض أو النوم أو الجهل أو الصورة أو الكمية أو الحجم فهو ليس بمسلم . و أما الإيمان برسل الله عليهم السلام , فمن ذلك أن تعتقد أن جميع الأنبياء جاؤوا بدين الإسلام , كلهم دعا إلى .عبادة الله وحده و عدم الإشراك به شيئاً

و الأنبياء موصوفون بالصدق و الأمانة و الفطانة أي شدة الذكاء و يستحيل عليهم الكذب و الخيانة و الرذالة و السفاهة و البلادة أي البطء في الفهم . فلا يجوز أن يعتقد الإنسان أن ابراهيم عليه السلام كذب لأن الأنبياء منزهون عن ذلك . و لا يجوز أن يعتقد أن نبي الله داوود قتل قائد جيش ليتزوج امرأته. و لا يجوز أن يعتقد أن ابراهيم عليه السلام كان يبيع الأصنام و يقول للناس :” اشتروا ما لا ينفعكم و لا يضركم ” , لأن الأنبياء حاربوا الشرك و لم يشجعوا الناس عليه . و سيدنا يوسف ما همّ بالزنى بامرأة العزيز , لأن هذا يخالف منصب النبوة وإنما الصواب أنه همّ بدفعها عنه . و لا يوجد نبيّ شرب الخمر أو شجع على شربها .

وأيوب عليه السلام لم يخرج من جسده الدود لأن هذا مرض منفر و الأنبياء معصومون عن الأمراض المنفرة . فالحاصل أن من نسب إلى الأنبياء ما لا يليق بمنصب النبوة فهو ليس بمسلم , فالمسلم هو من ثبت على العقيدة الإسلامية أن الله موجود بلا مكان ولا جهة , لا يشبه شيئاً , أرسل جميع الأنبياء بدين الإسلام و جملهم بالصفات الحسنة و عصمهم من الكفر و كبائر الذنوب و الصغائر التي فيها خسة ودناءة . فمن ثبت على عقيدة التوحيد و مات على ذلك فقد ضمن دخول الجنة , قال عليه الصلاة و السلام :” لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة “. و الكافر لا يرجع للإسلام إلا بالإقلاع عن الكفر و النطق بالشهادتين و هما أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله , فلا ينفعه الاستغفار اللساني و هو على كفره , لأن الكافر لا تقبل منه عبادة ولا يرجع إلى الإسلام بقول أستغفر الله .

اللهم حسّن عاقبتنا , اللهم اجعل زيارة سيدنا عزرائيل لنا على كامل الإيمان , واجعل آخر كلامنا شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله , عليها نحيا وعليها نموت و عليها نبعث إن شاء الله , آمنين مطوئنين , يا عزيز يا جبار , يا رحيم يا غفار , يا من إليه المبتهل , يا من عليه المتكل ,و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .